زكريا بن عبد الله بن حسن بيلا

احد علماء المسجد الحرام

السيرة الذاتية

شأته وتحصيله العلمي :

ولد بمكة المكرمة عام 1329هـ ، وقرأ القرآن المجيد على يد والده ودرس عليه شيئاً من العلوم ، ثم التحق بأحد المدارس الأميرية بالمعلاة في عهد الشريف حسين ، ثم انفصل عنها فترةً التحق بعدها بالمدرسة الصولتية عام 1344هـ وظلّ بها تسع سنين حتى تخرّج منها عام 1353هـ وكان خلالها يستحصل أيضاً العلوم بالمسجد الحرام ، حتى نال رخصة التدريس بالمسجد الحرام عام 1354هـ.

من شيوخه:

عمر أبو بكر با جنيد ، عمر بن حمدان المحرسي ، عبد الله النمنكاني البخاري ، عبد الله الكوهجي الشافعي ، حسن المشاط ، مختار مخدوم البخاري ، محسن المساوى ، أبو بكر بن سالم البار ، محمد علي المالكي ، عبد الله بيلا ( والده ) ، سالم شفي ، أحمد الهرساني ، حسين عبد الغني ، محمد فطاني ، عبد اللطيف القاري ، محمد زهدي الجاوي ، علي إلياس ، إسماعيل منشي ، هاشم شطا ، أحمد بن عبد الله دحلان ، محمد سليم رحمت الله ، جمال المالكي ، عباس بن عبد العزيز المالكي ، سعيد يماني ، محمد العربي التباني ، عمر كردي ، محمد بن عبد الله با فيل ، عبد الرؤوف بن عبد الباقي المصري ، إبراهيم البري ، أحمد بساطي ، عبد الحي أبو خضير ، عبد القادر شلبي .

الأعمال التي تقلّدها:

  • بدأ التدريس بالمدرسة الصولتية عام 1353هـ ، واستمرّ بها مدرساً بالمرحلة الابتدائية والثانوية والقسم العالي حتى سنة 1378هـ .
  • درّس بالمسجد الحرام عام 1354هـ بعد تخرّجه من المدرسة الصولتية .
  • عمل في إدارة القسم الثانوية والعالي بالمدرسة الصولتية مدةً من شوال 1368هـ إلى نهاية عام 1371هـ .
  • §عيّن عضواً في إدارة الحرم المكي الشريف التابعة لوزارة الحج والأوقاف عام 1378هـ بعد فوزه في المسابقة العلمية التي أقامتها الوزارة أمام الكعبة المشرفة بذلك العام .

تصدّره للتدريس بالمسجد الحرام:

تصدّر للتدريس بالمسجد الحرام عام 1354هـ بعد أن نال رخصة التدريس من رئيس القضاة والمدرسين بالمملكة عبد الله بن حسن آل الشيخ ، واستمرّ به حتى وفاته تقريباً .

مكان حلقة درسه ووقتها :

بباب الزيادة كما أشار إلى ذلك تلميذه عمر يحيى عبد الحبار حين حضر درسه في موسم حج عام 1378هـ.

العلوم والكتب التي درّسها:

درّس شتّى الفنون ما بين العلوم الشرعية ، وقواعد اللغة العربية ، وأصول الفقه وقواعده .

طريقته في التدريس :

يقول تلميذه ماجد مسعود رحمت الله :”يأسرك بأسلوبه الدائم المرح والفكاهة مشتملاً حديثه على : الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية ، وأبيات الشعر المناسبة ، والحكم المأثورة ، والأساليب البلاغية ، والقواعد النحوية ، بجانب القصص والحكايات النكت والطرائف ، وأقوال العلماء والنصائح الدينية.

إنتاجه العلمي:

له مؤلفات علمية كثيرة متنوعة معظمها دراسات فقهية في صورة رسائل علمية منها ما هو مطبوع والآخر مخطوط ، ومنها ما لم يكتمل . ومن إنتاجه الفقهي ما يلي :

1- إعلام ذوي الاحتشام باختصار إفادة الأنام بجواز القيام لأهل الفضل والاحترام .

2- المختصر في حكم الإحرام من جدة والمبيت في عقبة منى .

3- آخر ساعة في حكم لبس المحرم للساعة .

4- محرمات الإحرام ورد قبول عذر الجاهل وهو بين العلماء الكرام .

5- مراجعة وتعليق رسالة سنة الجمعة القبلية .

6- الأزهار الوردية في نظم التحفة السنية .

7- كشف اللثام في جواز القيام للقادم من أبناء الإسلام .

8- الحلل السندسيّة في الصلاة على خير البرية r .

9- المسح على الشراب بدلاً عن غسل الرجلين في الوضوء .

10-   التعليق على كتاب الجوربين .

11-   أسنى التقريرات على نظم الورقات .

12-   الدر المقبول نظم لب الأصول .

13-   شرح مختصر مفيد على منظومة الورقات في علم أصول الفقه لناظمها يحيى بن بدر الدين العمريطي .

14-   الجمع الواضح الأسنى بين مقالي مدة الحمل الأقصى والأدنى .

15-   القول المسر في استقبال الحِجْر .

ومن إنتاجه في العلوم الأخرى ما يلي :

16-   دروس التهذيب .

17-   النزهة العلية في الأخلاق البهية ( الجزء الأول ) .

18-   تقييدات الفوائد على خلاصة القواعد .

19-   نونا التوكيد .

20- ثبت بالإجازات العلمية للشيخ بيلا عن عدد جم من علماء الحرمين وكبار العلماء المهاجرين المقيمين والوافدين إلى حج بيت الله الحرام .

وهناك مؤلفات أخرى له ولكنها ما زالت مفقودة وهي :

21-   الرحمة اللدنية .

22-   الأجوبة المكية على الأسئلة الأندونيسية .

23-   حسنات الحرم .

24-   آداب استماع القرآن الكريم من الآلة المعروفة بالراديو .

25-   إضافة إلى بعض المشاركات للشيخ بيلا في بعض الكتب كما يلي :

26-   تحقيق كتاب ( حياة سيد العرب r ) لمؤلفه حسين بن عبد الله با سلامة ، الجزء الثالث والرابع فقط.

27- قام بكتابة تعليقات وتصحيحات على كتاب ( سير وتراجم ) لعمر يحيى عبد الجبار ، ولكن هذا التعليق لم يطبع بعد.

28-   وله كتاب ( تاريخ الإسلام في الفلبين ) طبعه معهد مندانو العربي بالفلبين عام 1384هـ.

29-   ويذكر عاتق البلادي بأن المترجم كان يدوّن حوادث مكة المكرمة يوماً بيوم في كتاب تركه مخطوطاً.

دوره الاجتماعي والثقافي :

قدّم خدمات علمية وتربوية كبيرة للمجتمع الذي كان يعيش فيه من خلال مؤلفاته وبحوثه الفقهية التي كانت تناقش قضايا مجتمعه مثل : المختصر في حكم الإحرام من جدة والمبيت في عقبة منى ، آخر ساعة في حكم لبس المحرم للساعة ، المسح على الشراب بدلاً عن غسل الرجلين في الوضوء ، وغيرها .

إضافة إلى مساهمته التربوية في وضع الكتب المنهجية ككتابه في علم الفرائض المسمى : الأزهار الوردية في نظم التحفة السنية ، والذي أصبح مرجعاً يدرّس في كثير من المؤسسات العلمية الشرعيّة في المملكة وفي غيرها من البلاد الإسلامية ، ومثل كتاب دروس التهذيب ؛ الذي ألّفه لطلاب المدرسة الصولتيّة وغيرها من المدارس في صيغة سؤال وجواب بشكل لم يكن معروفاً في ذلك الوقت.

يقول تلميذه ماجد مسعود رحمت الله :”كان يتصل بجميع العلماء الموجودين في مكة المكرمة أو الواردين والقادمين إليها في موسم العمرة والحج من كل عام : يجتمع بهم ويتدارس معهم ويستجيزهم ؛ حتى تكوّنت لديه مجموعة نادرة من خطوط العلماء ومؤلفاتهم وإجازاتهم ، وكان يترجم لكل عالم يلتقي أو يجتمع به حتى أصبح مصدراً للباحثين عن تراجم كثير من علماء الحرمين.

ويذكر تلميذه ماجد مسعود رحمت الله إسهاماته التربوية بالمدرسة الصولتية يقول :”له أعمال كثيرة ابتكرها وأوجدها بالمدرسة خاصة في مجال الخطابة والحفلات الخميسية والتعاون الثقافي ، وتنظيم الأعمال الإدارية ، وترتيب المواد الدراسية ، وتنظيم المناهج والدروس ؛ حيث اشتغل مديراً للقسم الثانوي بالمدرسة ، وقد ألّف الكتب الخاصة لتلاميذ المدرسة كانت مقررة في مناهجها“.

كما فتح منزله لطلاب العلم لتلقي الدروس عليه إضافة إلى دروسه في المدرسة الصولتية والمسجد الحرام ، وحتى بعد تقاعده وظيفياً كان منزله مقصداً لطلاب العلم ، وهي عادة علماء مكة المكرمة ؛ فإنهم لا ينقطعون عن التدريس والتأليف والتفرّغ لطلابهم حتى يوافيهم الأجل المحتوم ؛ فقد كان آخر ما درّسه للطلاب في منزله بالعزيزية من العلوم : كتاب آيات الأحكام، يؤكد ذلك تلميذه ماجد رحمت الله بأنه ظلّ يدرّس في داره حتى قبل يومين من وفاته.

وفاته :

توفي بمكة المكرمة في الساعة الواحدة والنصف ظهراً ، في يوم الثلاثاء السابع من شهر جماد الآخر لعام 1413هـ عن عمر ناهز الثالثة والثمانين سنة.

المصدر :

ترجمة خاصة بموقع صفحات مشرقة من اعداد ألاستاذ حسن محمد شعيب – الدور التربوي لحلقات العلم بالمسجد الحرام في عهد الملك عبد العزيز ( رسالة ماجستير غير منشورة ) – كلية التربية – جامعة أم القرى – 1429هـ .

كن أول من يترك تقييم إلى “زكريا بن عبد الله بن حسن بيلا”