الشيخ محمد حسين بن عبدالغني فلمبان

احد علماء المسجد الحرام

About Candidate

نسبه وشهرته:

اسمه : محمد حسين بن عبد الغني بن عبدالرحمن بن آدم فلمبان ” وينتهي نسبه إلى الملك مجاباهيت أحد ملوك جاوى” ، يشتهر بالشيخ حسين فلمبان.

ذكر الشيخ محمد حسين فلمبان أن اسمه ( محمد حسين عبدالغني إمام فلمبان )

ولادته ونشأته:

ولد في قرية ( بتوغ ) المطلة على نهر (كمرينغ ) في فلمبان ” سنة 1319هـ في 9 جمادى الثانية بقرية من قرى فلمبان من جزيرة سومطرا ” بإندونيسيا ليلة الأربعاء 9/6/1319هـ

” نشأ نشأة إسلامية في  كنف والديه ، إذ كان والده الشيخ عبدالغني بن عبدالرحمن فلمبان ، من حفظة القرآن ، ملماً بالعلوم الدينية ، كالفقه ونحوه ، مما أهله للإمامة في مسجد القرية ، واشتهر بعبدالغني إمام ، ساهم في تعليم أهل قريته الدين الإسلامي ، وكان يجيد الكتابة بالحروف العربية . والدته زينب بنت سنتري فلمبان كانت من المتعلمات ، حيث ساهمت في تعليم النساء والفتيــــات القرآن الكريم وأمور دينهن . ويعتبر الشيخ محمد حسين  الابن الأكبر بين عشرة من الإخوة ، توفي ستة منهم قبل البلوغ . “قرأ القرآن على والده ، وجزءً بسيطاً من النحو والصرف على يد الشيخ حسين بن عبدالله من أهالي تلك القرية ، حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة قبل بلوغه الثانية عشرة من عمره ، فَقُِّدم  لإمامة المصلين بمسجد القرية في بعض ليالي رمضان في صلاة التراويح“.

قدومه إلى مكة المكرمة:

قدم مع والديه وإخوته  إلى مكة المكرمة في عام 1330هـ وعمره اثنا عشر عاماً لطلب العلم ،  ومجاورة البيت الحرام.

قال الشيخ زكريا بيلا :” ثم سافر به والده مع جميع عائلته إلى مكة المكرمة عام1330هـ.

كان ذلك تحديداً  في 29/8/1330هـ ؛ رغبة في جوار البيت الله الحرام ، وطلباً للعلم وتلقي العلوم الدينية والتفقه فيها ، وقد نال مبتغاه وحقق حلم والديه ، وبقي مع والديه للجوار ولطلب العلم حتى توفاهم الله بمكة المكرمة ، ودفنوا في مقابرها (مقابر المعلاة ) رحمهم الله أجمعين .

طلبه للعلم:

تلقى تعليمه الأولي على يد والده ، والشيخ حسين بن عبدالله في قرية بتوغ بفلمبان ، وبعد قدومه إلى مكة المكرمة ، التحق بالمدرسة الصولتية الهندية عام 1331 هـ وتلقى العلم عن مدرسيها الفحول ، وظل بها إلى عام 1333هـ ، ثم دأب على طلب العلم على يدي علماء الحرم المكي الشريف ، يقول عنه الشيخ زكريا بيلا :” سعى وراء جمع الفوائد فحملته العزيمة الصادقة والأريحية الشماء أن يدخل المدرسة الصولتية الهندية في جملة طلابها ، فالتحق بها عام 1331هـ ، وصار يتلقى عن فحول مدرسيها ، واستمر كذلك إلى عام 1333هـ ، ثم انفصل منها ، ودأب يطلب على أيدي علماء الحرم ما بين حجازيين وجاويين. ولم يكتف بذلك ، بل تنقل بين الأمصار لطلب العلم.

رحلاته:

كان أغلب علماء الحرمين لا يكتفون بطلب العلم في مكة أو المدينة ، بل كانوا يرحلون إلى مختلف الأقطار كما كان يفعل طلاب العلم المتقدمون ، والشيخ لم تقصر همته عن هؤلاء فابتغى السند العالي والعلوم العوالي فرحل إلى عدد من البلدان لطلب العلم ، فالتقى بأعيانها ، وأخذ عن علمائها الأجلاء ، وأجيز من قبلهم فقد “رحل إلى بلده إندونيسيا وغالب بلدان إندونيسيا سنة 1342هـ وتعرف هنــــاك على كثير من العلماء ، وأهل العلم ، وأعيان البلاد. ثم رجع إلى مكة . وفي عام 1354هـ  ذهب  إلى القدس والشام وبغداد ومصر وأخذ عن أجله علمائها ، وكانت رحلات موفقة مباركة. حصل له فيها شرف الصلاة في المسجد الأقصى.

شيوخه:

تتلمذ الشيخ محمد حسين بن عبد الغني فلمبان على أيدي كبار علماء الحرمين وغيرهم آنذاك ، ولنترك الشيخ بنفسه يعدّد لنا بعض مشايخه كما ذكرهم في بعض إجازاته:

أستاذي ومربي بقية المحققين شيخنا الشيخ محمد علي بن حسين مفتي المالكية متعنا الله بحياته. وشيخنا السيد عباس بن عبدالعزيز المالكي. وشيخنا محمد مختار بن عطارد جعل متقلبهم في فسيح جنته ، وشيخنا المدقق الشيخ محمد أحيد إدريس البقري-البوغوري-. وشيخنا محدث الحرمين الشيخ عمر حمدان المحرسي. وشيخنا محدث الحرم عبدالباقي بن ملا علي محمد الأنصاري. وشيخنا سليل السعد مدير المعارف في المدينة المنورة سابقاً الشيخ عبدالقادر الشلبي . وشيخنا قاضي المدينة الشيخ محمد زكي بن السيد أحمد البرزنجي المدني. وشيخنا محدث الحرم المكي الشيخ عبدالستار الهندي رحمه الله. وشيخنا الشيخ علي الدقر الدمشقي. والشيخ إبراهيم الراوي البغدادي. وشيخنا الشيخ حبيب الله الشنقيطي. والشيخة أمة الله بنت الشيخ عبدالغني المحدث الدهلوي متعنا الله بحياتهم.

وقد ذكرهم في بعض إجازاته كما تقدم ، وذكرهم بعض المؤرخين كالشيخ عبدالله غازي والشيخ زكريا بيلا ، والشيخ محمد ياسين الفاداني : ” الشيخ عبد الستار الدهلوي المكي ، والسيد عباس بن عبد العزيز المالكي المكي ، والشيخة أمة الله الدهلوية المدنية ، والشيخ مختار بن عطارد البتاوي ، والسيد إبراهيم الراوي البغدادي ، والشيخ حبيب الله الشنقيطي نزيل القاهرة أخيراً ، والسيد محمد عبدالحي الكتاني الفاسي ، والشيخ محمد علي بن حسين المالكي المكي ، والشيخ عمر بن حمدان المحرسي محدث الحرمين الشريفين ، والشيخ محمد أحيد بن إدريس البوغوري ، والشيخ محمد بن عبدالباقي اللكنوي المدني ، والشيخ عبدالقـــادر بن توفيق شلبي الطرابلسي المدني ، والسيد زكي بن أحمد البرزنجي المدني ، وعيسى البيانوني الحلبي ، ومحمود بن رشيد العطار الدمشقي ، والشيخ محمد  أبو الخير الميداني ، والشيخ محمد إبراهيم الغلاييني.

ومن شيوخه أيضاً ” الشيخ عيسى رواس المكي ، والشيخ عبدالقادر المنديلي ، والشيخ عمر سمباوا ، ووالده الشيخ أحمد سمباوا ، والشيخ عمر البالي ، والشيخ عثمان سرواق ،  والشيخ عبدالله حداوي ، وفضيلة الشيخ عبدالله بن حسين الفارسي والشيخ علي دقر وغيرهم

ومن شيوخه أيضاً ” والشيخ يوسف الدجوي المصري ، والشيخ بخيت المطيعي.

وفي لقاء معه ذكر بعض مشايخه فقال :” مشايخي كثيرون أخص منهم ، العلامة الشيخ السيد عباس المالكي ، والعلامة الشيخ علي المالكي ، والشيخ العلامة مختار بن عطارد ، والشيخ عبدالقادر صابر المنديلي ، والشيخ المحدث عمر حمدان ، والشيخ أحيد بن إدريس ، والشيخ عبدالستار هندي المحدث رحمهم الله رحمة واسعة ، وكنت أتلقى الدروس في المسجد الحرام ، وبعض الدروس في دور بعضهم

(وسأفرد ترجمة لمشايخه بعد ترجمة المؤسس الشيخ محمد حسين فلمبان).

الإجازات العلمية التي نالها من شيوخه:

أجازه كثير من علماء المسجد الحرام وعلماء العالم الإسلامي ” كفضيلة السيد محمد عبدالحي الكتاني والشيخ حبيب الله الشنقيطي ، والشيخ السيد على دقر مدير المعهد الإسلامي بدمشق الشـام سابقاًٍ ، والشيخ يوسف الدجوي المصري ، والشيخ بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية سابقاً ، والشيخ محمود العطار مدرس دار الحديث بدمشق الشام.

وممن أجازه أيضاً ” السيد إبراهيم الراوي البغدادي والشيخ يوسف الدجوي والشيخ بخيت المطيعي في رحلته إلى بغداد ومصر والقدس والشام عام 1354هـ ، وأجازه أيضاً الشيخ عيسى بن حسن البيانوني.

ذكر المترجم له الشيخ محمد حسين فلمبــــان إجازاته فقال :” أما الإجازات التي حصلت عليها ، فهي إجازة عامة من الشيخ إبراهيم الراوي البغدادي ، وإجازة من الشيخ علي الدقر مدير المعهد الإسلامي بدمشق ، ومن الشيخ جعفر الكتاني ، ومن الشيخ حبيب الله الشنقيطي ، والشيخ عبدالقادر الشلبي ، والسيد زكي أحمد البرزنجي ، والشيخة أمة الله بنت المحدث عبدالغني الدهلوي

ومن ضمن الإجازات المكتوبة التي نالها:

1/ إجازة الشيخ السيد حسن بن سيد محمد بن عبدالمحسن الجعفري ، في القرآن الكريم وهي إجازة الضبط في كلام الله تعالى مجودة محكمة من طريق حفص من عاصم الكوفي ، فأجازه أن يَقْرأ ويُقْرِىء في أي بلد شاء ، وأوصاه بأن من بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه.وهي إجازة مسلسلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم .بتاريخ الأحد 4/ 1/ 1341هـ .

2/ إجازة الشيخ محمد مختار عطارد البوغري وهي إجازة بما في الثَبَت ” المسمى بكفاية المستفيد لما علا من الأسانيد للشيخ محمد محفوظ بن عبدالله الترمسي” وإجازة عامة في جميع الفنون النقلية والعقلية وجميع الأحاديث النبوية ، والآيات القرآنية ، والأذكار ، والأدعية المأثورة وجميع الأحزاب.بتاريخ ذي الحجة 1348هـ بمكة المكرمة.

3/ إجازه الشيخ محمد علي بن حسين المالكي المدرس بالمسجد الحرام وقد أجازة إجازة عامة بتاريخ 21ذي الحجة الحرام ختام عام 1352هـ .

4/ إجازة الشيخ حبيب الله الشنقيطي ، إجازة المصافحة والمشابكة.

مكانته العلمية وآراء معاصريه:

قال عنه الشيخ عبدالله غازي : ” العالم النجيب ، والفاضل الزكي.

ووصفه الشيخ محمد الفاداني قال :” العلامة المحدث الفقيه المشارك

وصفه الشيخ زكريا بيلا بأنه ” ذو المكرمة ، الفاضل ، المبجل ، الفقيه ، العلامة ” وذلك في مقدمة ترجمته . وقال في موضع آخر ” وكان فهيماً ، ذا تقرير حسن ” ، وقال أيضاً في نفس الموضع ” وأسندت له دروساً هامة يؤديها على أحسن أسلوب جامع.

وظائفه:

أولاً : المسجد الحرام:

عُين ملازماً بالمسجد الحرام عام 1341هـ في 13/10 بعد أن اجتاز كل الاختبارات التي أجريت له من قِبَل: مفتي الشافعية ، ومفتي الحنفـية ، ومفتي الحنابلة ، ومفتي المالكية. وكان الاختبار في علم الفقه ، وعلم النحو ، وعلم الصرف ، وعلم المعاني ، وعلم البيان ، وعلم البديع.

ويصف الشامخ قواعد التعيين بالمسجد الحرام  بقوله ” لا يجوز لأحد الطلبة أن يستدعى في وظيفة التدريس إلا بعد أن يشتغل في طلب العلم على مشائخ معينين ، وبعد ذلك يمتحن ، فإذا برع في نحو ستة العلوم ( الفقه والنحو والصرف والمعاني والبديع ) أعطيت له شهادة اللياقة بالتدريس في المسجــــد الحرام على قدر استطاعته أو يقيد من الملازمين”. ويضيف ” وإذا شغرت وظيفة مدرس ، عين بدلاً عنه مدرس آخر من الملازمين المقيدة أسماؤهم في دفترهم من أرباب الاقتدار.

وبعد أن ظل ست سنوات ملازماً عين مدرساً في المسجد الحرام في 16/1/1347هـ ، حيث أصدرت الإرادة السنية الملوكية قراراً بتعيينه برقم 34  نصه : ” فقد صدرت الإرادة السنية الملوكية بتعيين حضرتكم مدرساً بالمسجد الحرام ، وأن يترتب على كل طالب خمسة ريالات شهرية في كل شهر ، ومنح جوائز في آخر السنــــــــة للناجحين من الطلبـــــــــة ، وأن الدروس التي ستقرأ في الحرم الشـــريف هي ( التوحيد ، التفسير ، الحديث ، الفقه ، العلوم العربية بأنواعها ) وسيعهد إلى كل أستاذ بتدريس ما اختص فيه من هذه الفنون ، ويوضع لذلك برنامج سيبلغ إليكم قريباً إن شاء الله تعالى بواسطة هيئة مراقبة الدروس والتدريس التي في الحرم التي سيرأسها فضيلة الأستاذ الشيخ عبدالله بن حسن . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،  16/1/1347هـ . مدير المعارف العمومية : حافظ وهبة “

وصدر بعد ذلك الأمر السامي الملكي الكريم رقم 185 بتاريخ 18/1/1347هـ بتعينه مدرساً بالمسجد الحرام ، كما ذكر في المادة الرابعة : “يعين حضرات المشايخ الآتية أسماؤهم مدرسين في الحرم الشريف حسب النظام الذي يوضع”  وذكر منهم الشيخ حسين فلمبان.

أسند له التدريس بالمسجد الحرام في ثلاثة فنون بناء على التعميم الصادر من رئيس هيئة مراقبـــة الدروس والتـــدريس في الحــــرم الشـــريف الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيــــخ بتــــــاريخ 19/1/ 1347هـ ونصه :” فقد تقرر قيامكم بإلقاء الدروس المذكورة أعلاه يومياً بالمسجد الحرام في الأوقات المبينة حذاء كل فن ما عدا يومي الجمعة والثلاثاء ، وتقرر ابتداء التدريس من يوم الأربعاء الموافق 23 الجاري “.

والفنون التي كلف بتدريسها هي : الفن الأول في الفقه الشافعي من كتاب الإقناع شرح أبي شجاع  ووقته بعد صلاة الفجر ، والثاني في فن النحو من كتاب شرح ابن عقيل ووقته بعد صلاة الظهر ، والثالث في فن النحو من كتاب متن  الأجرومية ووقته بعد صلاة العصر ، وأسند له بعد ذلك التدريس في الفنون التالية (التوحيد ، التفسير ، الحديث ، الفقه ، العلوم العربية بأنواعها).

وقد حظي بهذا الشرف حتى عام 1367هـ ، “فدّرَسَ في فنون قيمة: كالتفسير والفقه والنحو والصرف وغير ذلك ، وقد تخرج على يده كثير من طلبة العلم الشريف.

ثانياً : مدرسة العلوم الدينية:

– توظف بمدرسة دار العلوم الدينية مدرساً بالأقسام العالية والثانوية في عام 1355هـ ، وأسندت إليه دروس هامة يؤديها على أحسن أسلوب جامع .

– ثم عين نائباً لرئيس إدارة مدرسة العلوم الدينية بعد عامين ” وفي عام 1357 عين (عبد المهيمن لاسم ) رئيسا للهيئة – هيئة خيرية تدير شؤون المدرسة – كما عين ( حسين فلمبان ) نائبا للرئيس

– تخرج على يديه الكثير من طلاب العلم خلال الفترة من عام 1355هـ إلى 1367هـ ()، ومنهم الشيخ محمد ياسين الفاداني رحمه الله.

ثالثاً: المدارس الحكومية:

– عين مدرساً بإحدى المدارس الابتدائية بالعاصمة المقدسة بعد صدور الأمر السامي الكريم() رقم 330 في 14/1/1368هـ من مديرية المعارف العامة ، لمدة سنة تحت التجربة لمعرفة مدى كفاءته في التدريس ، ثم باشر التدريس بمدرسة الرحمانية() بتاريخ 5/1/1368هـ .

– كما تولى التدريس بمدرسة دار الأيتام عامي 1368هـ و 1369هـ. وكان الشيخ أ.د/ عبدالوهاب أبوسليمان أحد طلابه ، وفي ذلك يقول :” لقد دَرَسْتُ مادة الحديث على العلامة الشيخ محمد حسين فلمبان بالسنة الخامسة بدار الأيتام في المرحلة الابتدائية.

– وتقديراًٍ لكفاءته ونشاطه صدرت الموافقة السامية بترفيعه إلى مدرس بالدرجة ( الثانية ) في 30/3/1370هـ برقم (2290) ، وتقديرا لخدماته الطويلة  منح راتباً يعادل حصة شهادة الكفاءة ، بناءً على الشهادة التي أعطيت له بتاريخ 6/8 /1370هـ من مدير المعارف العام الشيخ محمد بن مانع .

– ونظراً لجهوده وعلمه قامت وزارة المعارف باختياره في لجان التصحيح والمراقبة والامتحان الشفوي في اختبار الشهادة الابتدائية للعام الدراسي 1372هـ – 1373هـ ، وشارك في لجان الملاحظة في امتحان الشهادة التوجيهية لعام 1379هـ والتي كان مقرها كلية الشريعة بمكة.

– استمر في التعليم الحكومي  إلى أن بلغ السن القانوني فأحيل على التقاعد في 27/4/1383هـ ،

ويمكن أن نوجز مشواره في التعليم بالمدارس الحكومية فيما يلي:

1- عمل معلماً بمدارس البنين بالعاصمة من 1/11/ 1367هـ حتى 1/7/1371هـ

2- عمل معلماً بالمدرسة الرحمانية الابتدائية من  1/7/1371هـ حتى 1/8/1381هـ.

3- عمل معلماً بالمدرسة العزيزية الابتدائية من عام1381هـ 1383هـ. رحمه الله رحمة واسعة.

إسهاماته في نشر العلم وتأسيس دور العلم

ساهم في تصحيح كتاب التجويد وأصول التلاوة ( بلغة الملايو ) ، وكان يقوم بالرد الكتابي على الاستفسارات الدينية والشرعية التي تصله من ماليزيا وإندونيسيا.

كما كانت له اليد الطولى في تعليم أبناء شرق آسيا ، فحلقات العلم لم تنقطع عن داره العامره يومياً صباحاً ومساءً ، وخاصة في أشهر الحج  والزيارات ،  يشرح فيها أحكام الحج والعمرة ، ويجيب على المسائل الشرعية والدينية كتابة وإلقاءً ( وكانت إجاباته بلغته الأم – الملايو).

ومن إسهاماته مشاركته الفاعلة في تأسيس المدارس ودور العلم ومنها:

1/أسهم في تأسيس مدرسة  دار العلوم الدينية، واختير عضواً بمجلس إدارتها وهي مدرسة للبنين خاصة بالجالية الإندونيسية.

2/ أسهم في تأسيس مدرسة البنات الابتدائية  عام 1362هـ  المنبثقة من مجلس إدارة مدرسة دار العلوم الدينية.

3/ في عام 1367هـ ، أسس مدرسة الفتاة الأهلية وكانت تسمى في البداية مدرسة الفتاة للثقافة والصناعة ، ثم سميت مدرسة الفتاة للثقافة والتدبير المنزلي في عام 1377هـ ، وفي عام 1386هـ أصبح اسم المدرسة مدرسة الفتاة الأهلية.

الشهادات العلمية الرسمية:

حصل على عدة شهادات رسمية منها:

 شهادة النجاح في امتحان ملازمي التدريس بالحرم الشريف المكي في 13  شوال سنة 1341هـ بختم الديوان الهاشمي .

 شهادة مدرسة المعلمين الليلية، من قسم العلوم العربية  في عام 1373هـ ، وحررت بمكة المكرمة في 20/10/1375هـ من وزارة المعارف.

إذ يقول الشيخ محمد حسين فلمبان :” مؤهلاتي شهادتان هما :

1- شهادة التدريس بالمسجد الحرام بعد اختبار دقيق من مفتي الشافعية ومفتي الحنفية ومفتي المالكية ، 2- شهادة معهد المعلمين الليلية

تلاميذه:

تتلمذ على يديه كثير من طلاب العلم من خلال تدريسه بمدرسة دار العلوم الدينية ، ثم بالمسجد الحرام ، ثم بالمدارس الحكومية ، ومنهم على سبيل المثال :

1- مسند العصر الشيخ محمد ياسين الفاداني (رحمه الله تعالى).

2- الشيخ الأستاذ الدكتور/ عبدالوهاب إبراهيم أبو سليمان (وفقه الله ).

3- الشيخ نصر الدين بيله .

4-الشيخ كيابي بن أحمد بن حسن سراه فولو كبلب.

5- الشيخ عبدالحميد بن يعقوب بن قرة فطاني. وغيرهم كثير.

الإجازات العلمية التي قدمها لتلاميذه:

قدم الشيخ محمد حسين فلمبان إجازات علمية كثيرة لطلابه ومنها :

1- إجازة للشيخ محمد ياسين الفاداني، وهي إجازة خاصة بالحديثين المسلسلين بالمصافحة والمشابكة ، وإجازة عامة فيما تجوز له روايته وتثبت عنه درايته من حديث وتفسير وفقه وعلوم عربية وغيرها، والمحررة بتاريخ 24 شوال 1359هـ .

 يقول الشيخ الفاداني عنها فيقول ” واستجزته الرواية فيما له فأجازني إجازة خاصة بالحديث المسلسل بالمصافحة والمشابكة ، وأجازني إجازة عامة بجميع مروياته لفظاً وكتابة.

2- إجازة للشيخ نصر الدين بيله، ذكر فيها المجيز مسرد شيوخه .وأفاد بأن المجاز قد أُعْطِيَ الإجازة ، لأنه قد حضر جميع دروسه التي ألقاها في الحرم المكي.

3- إجازة للشيخ كيابي بن أحمد بن حسن سراه فولو كبلب ، المحررة بمكة في 26 ذي الحجة عام 1346هـ.

4- إجازة للشيخ عبدالحميد بن يعقوب بن قرة فطاني ، وهي إجازة في تلقين الذكر كما أجازه شيخه العلامة الشيخ المرحوم مختار بن عطارد البوقري مسلسلة إلى الأئمة الأعلام المذكورين في الثَبَتْ – بفتح حرفي الثاء والباء- المسمى بكفاية المستفيد.

أخلاقه وصفاته، وما يتميز به:

وصفه الشيخ أ.د/ عبدالوهاب أبو سليمان بأنه :” كان مربياً روحياً ، ومثالاً في تعامله مع الطلاب بحيث يشعر الطالب أنه يتعامل مع والد حريص على نفعه وصلاحه .

ووصفه الشيخ سعد بن عبدالله السعيدي بأنه :” تميز بالهدوء ، والابتسامة الدائمة ، والتؤدة والمحبة ، والتحدث بلين ، وخفض الصوت ، مما جعل له مكانة بين من يعرفهم ويعرفونه مع كثرتهم

ووصفه الأستاذ أنور جنان طيب :” إنه عالم تقي ورع ، يحب الناس فأحبوه ، دائم الابتسامة من طيب قلبه وحسن معاشرته

نصائحه:

” والرجل الجاهل كالجندي الأعزل يدخل معترك الحياة ضعيفاً حائراً لا حول له ولا قوة ، لا يميز بين الغث والسمين ، أينما توجه لا يأت بخير ، فالفشل نصيبه والخيبة حليفه ، فعلى الحر أن يقتحم ميـدان الحياة العملية غير هياب ولا وجل ، ولا يمتنع عن مزاولة الأعمال خوفاً من القيل والقال ، والرجل العامل من أشرف الناس ، ولا عيب في الحياة سوى أن يكون عاطلاً ، فاختر لك حرفة وأتقنها تكن سبباً لسعادتك وغناك ، وداوم على العمل بجد وإخلاص ، ولا تؤخر عمل اليوم إلى غد ، فإن الكسل سبب الفشل ومضيع الأمل ، ومن جد وجد ، فعليك بالشجاعة وتمسك بالصبر في كل عمل تزاوله ، واطرد اليأس من قلبك ، وإذا أخفقت مرة فلا تجزع واختر عملاً آخر ، فقد يكون النجاح بين طياته ، وكثيراً ما جاء الظفر مفاجئاً على غير موعد ، ومن أعظم دواعي النجاح الصدق في القول ، والأمانة والإخلاص في العمل ، وحسن المعاملة ولين الجانب ، والأمانة وعدم الغش والعفة والقناعة ، فإن من عامل الناس بالغش وعاشرهم بالمكر لا بد أن ينكشف أمره وينفضح ، وتفضح التجارب خداعه ، فينفض الناس من حوله ويقف دولاب عمله وتبور تجارته وتكسد صناعته ، فاستقم في عملك واجتنب اللهو فإنه سبب الخسران ، وكن دائم التفكير في استنباط الوسائل التي تؤدي إلى الشهرة وحسن السمعة ، تبلغ ما تؤمل في الحياة من سعادة وهناء” (تقويم الجيب الخاص ، عام 1383هـ).

كلمته الموجزة إلى الطلاب والطالبات :” التمسك بآداب الإسلام في زمن انتشرت الفتن فيها ، وظهرت علامات الساعة ، وعليهم أن يتعودوا منذ صغرهم بتعاليم الدين الحنيف ، وأن لا يضيعوا ســـاعاتهم فيمـا لا ينفع ، وينتهزوا فرصة شبــــــابهم فيما يعود عليهم بالــخير في هذا العصر الذهبي ( عصر الإمكانات والمال ) والله يوفقهم لما فيه خيري الدنيا والآخرة

وصاياه

 أوصى رحمه الله أبناءه وبناته:

1- استمرار مدرسة الفتاة الأهلية كصرح علمي بعد وفاته كصدقة جارية له ولأبنائه.

2- حب العلم ، وخدمة التعليم لشرف المهنة ، وحمل الأمانة من بعده في نشر العلم.

3- الحب في الله بين الإخوة والأخوات وصلة الرحم وعدم البغضاء .

زوجاته وأبناؤه وبناته

تزوج –رحمه الله – زوجتين هما:

1-  جئ بنت عبدالله فلمبان- رحمها الله- ، أولاده منها( زينب ، فاطمة ، حسن ، مريم ، زهرة ) وقد انتقل منهم إلى رحمة الله في حياته ( فخر الرازي ،  ميمونة ، عائشة ، علي ) رحمهم الله .

2- زينب بنت وان سني فطاني-أمد الله في عمرها بطاعته- ، أولاده  منها (حسنين ، الحسيني ، حسان ، حسناء ، حاسن  ، حاسنة ، حسام )وقد  انتقل منهم إلى رحمة الله من أولادها منها بعد وفاته (حامد ، حسنيه ) رحمهما الله.

وفاته

أفنى حياته – رحمه الله – في طلب العلم ونشره وملازمة العلماء وأهل العلم ، وكانت وفاته صباح يوم السبت الموافق 14/7/1399هـ عن عمر يناهز ( 80 ) عاماً ودفن بمقابر المعلاة بمكة المكرمة ، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .

ترجمة خاصة بموقع صفحات مشرقة من إعداد ابنه الدكتور حسام محمد حسين فلمبان

Be the first to review “الشيخ محمد حسين بن عبدالغني فلمبان”