الشيخ محمد الحافظ بن موسى

العلامة القاضي الإخباري

السيرة الذاتية

هو أبو موسى محمد الحافظ بن موسى بن حميد الرابغي  ثم المدني

مولده

ولد بمدينة رابغ عام 1335هـ  , كان والده يعمل في البحر , أخذ من والده حب العلم العلماء ومصاحبتهم , حيث كان والده  محب للعلم والعلماء ملازماً للسنة ,وكانت خوؤلته من بادية الحجاز , فتعلق بالعلم واخذ يعرف أخبار الحواضر والبوادي .

تعليمه

التقى في صغره  بالكثير من علماء شنيقط والمغرب ومصر والسوادن أثناء مرورهم بميقاتهم الجحفة   , حيث كانوا يحضرون مجلس أباه , فتعلق بالعلم وأهله , فحفظ القرآن , وتمذهب بمذهب مالك ,  وحفظ المتون وهو دون الخامسة عشر  فلقبوه مشايخه بالحافظ  , ثم لما رأى فيه  والده الذكاء والفهامة , أرسله إلى المدينة ليكمل دراسته بمدرسة العلوم الشرعية , وحضر دورس  فطاحلة العلماء بالمسجد النبوي الشريف , فأكمل حفظه للمتون , ونبغ في علوم الشريعة والفقه , ومن أشهر من تلقى عنهم :السيد أحمد الفيض ابادي , والشيخ محمد عبدالله التنبكتي , والشيخ رشيد أحمد ؛

 وأجيز بإجازات الحديث من الصحاح الستة وغيرها من كتب الحديث من الكثير من العلماء الأجلاء  , منهم : الشيخ  أمين الطرابلسي المدني , والشيخ حسين أحمد المدني , العلامة الطاهر بن عاشور , والشيخ الثعالبي , والشيخ المحجوب , وغيرهم .

اعماله

بعد تخرجه من مدرسة العلوم الشرعية عين  مدرساً في شعبتها للعلوم العربية عدة سنين , وفي عام 1374هـ  عين قاضياً بالمحكمة الشرعية  بمساعدة  الشيخ عبد المجيد حسن الجبرتي ,  وكان رحمه الله  يدير حركة المحكمة في غياب رئيسها  فضيلة الشيخ عبد العزيز بن صالح رحمه الله , وتنقل في عدة مناصب قضائية حتى تحصل على درجة قاضي تمييز ,  واستمر قاضياً في المحكمة إلى 1402هـ , وقد أجاز الكثير الكثير من العلماء بالرواية والسماع , وأجاز الكثير في علم اللغة من نحو وصرف وغيرها,وعلم الأنساب والتأريخ وأسماء المواضع .

طلبته

تخرج على يديه الكثير من طلبه العلم منهم من  أصبح العلماء , ومنهم من تلقد المناصب القيادية في الدولة  , ومن مشاهيرهم  : الشيخ حماد الأنصاري , والشيخ محمد ثاني علي ,  والشيخ  أبوبكر الجزائري , والشيخ عمر محمد  فلاته ,والأديب عبدالعزيز الربيع ,  والفريق الطيب التونسي , والشاعر محمد هاشم رشيد ,  والدكتور  يوسف المرعشلي البيروتي  , وعلي بن حسن الشاعر ,  وغيرهم الكثير .

علامة أخباري

كان رحمه الله علامة إخباري يعرف أنساب العرب وأخبارهم , وأشعارهم , وديارهم , تتيع أخبار الحاضرة والبادية  , فعلم من علوم الفريقين داخل الجزيرة العربية .

حليته

قال عنه المحقق الشيخ يوسف المرعشلي: نبغ في علوم الشريعة والتأريخ واللغة , وتتبع أخبار الحاضرة والبادية , فحفظ أشعارهم ونبطهم وعرف أنسابهم , فكان إخبارياً حتى علم من علوم الفريقين داخل الجزيرة العربية ماقد جهله أعلمهم من الأشعار والأنساب , وكان لا يأنف من أن يتعلم من أي أحد حتى الذي لايعباً بحاله, وكان عالماً بأسماء المواضع , وكان شديد الحافظة  سريعها, مارأت عيني على وجه الأرض مثله في الحفظ والدهاء .

وقال عنه نسابة المدينة المنورة الشريف أنس الكتبي : عرف بإنصافه في القضاء , فحصل على أمر من الدولة لتمليك لمن يحي الأرض  البيضاء , ولم يكن له منازع  فيها فيستصدر الصكوك ويملّكها له , عني بتأريخ المدينة , وكان أبرز من يعرف حدودها وله باع في ذلك يشهد به القاصي والداني  , أدركته وقد هرم وضعف جسمه,إلا أنني وجدته ذا ذاكرة قوية وحافظة , لايمل حديثه إخباري من الطراز الأول, كنت أتردد عليه في مزرعته بمنطقة عروة , وقد استقبل ضيفه ببشاشة وجهه , وتحدث من غير تكلف ,إذا تحدث استرسل في كل فن وأجاد , خلد سيرة عطرة فرحمه الله .

وفاته

كانت وفاته رحمه الله صبيحة يوم الجمعة الموافق 12 ربيع الثاني لعام 1418 هـ , ودفن في اليوم التالي في بقيع الغرقد , وشيعه خلق كثير , رحمه الله رحمة واسعة  وجعل مثواه الفردوس الأعلى .

المصادر

· عبدالحق النقشبندي : المنهل , ذي الحجة 1398هـ
· عبدالله الزاحم : قضاة المدينة , 1/ 113- 114 .
· 
يوسف المرعشلي :ذيل  كتابه  نثر الجواهر والدرر المسمى عقد الجوهر(2/2036) .
· 
أنس الكتبي : أشخاص في حياتي (18) .
· 
عبدالفتاح أبومدين : الشيخ محمد الحافظ .

كن أول من يترك تقييم إلى “الشيخ محمد الحافظ بن موسى”