السيد حمزة بن أبوالحسن الرفاعي
السيرة الذاتية
اسرته ونسبه:
هو السيد حمزة بن أبو الحسن بن أحمد بن منصور بن إبراهيم بن قاسم بن محمد بن إبراهيم بن أحمد الرفاعي
بيت الرفاعي بيت السادة آل الرفاعي بيت كبير وبالفضل شهير , أهل خلوة وجلوة , ولا ينعتهم المدنيين بال التعريف فيقولون فلان رفاعي , والسادة الرفاعية من بيوتات المدينة العريقة في الحسب والنسب , بيت متقادم ارتبط اسمهم بمشيخة الحرم , فكانت لهم فيها صولة , وفي الطريقة الرفاعية جولة , لهم في الشرافة استفاضة , فنسبتهم هاشمية وعشيرتهم رفاعية .
أقول : وأصل هذا البيت شيخ الحرم النبوي الشريف : السيد أحمد الرفاعي بن محمد بن أحمد بن شرف الدين بن عبد القادر بن سراج الدين عمر بن عبد الرحيم بن عبد الله المطيع بن منصور أبو الصفا بن أحمد نجم الدين الأخضر بن على مهذب الدولة بن سيف الدين عثمان بن حسن بن محمد عسلة بن علي الحازم بن أحمد بن علي المغربي بن السيد الحسن الأصغر رفاعة بن علي بن محمد المهدي بن الحسن الأكبر بن القاسم بن الحسين بن أحمد الأكبر بن موسى أبي سبحة بن إبراهيم المرتضى الأصغر بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام .
مولده:
ولد المترجم له سنة 1282هـ بالمدينة المنورة , في دار والده السيد أبو الحسن الرفاعي , لأبوين كريمين , فأمه الشريفة فاطمة بنت السيد احمد السمهودي وقد اعتنيى بتربيته فرباياه تربية صالحة , وقد باركا الله لهما فيه فأصبح على المامؤل أحد رجالات المدينة وأعيانها .
وصفه:
كان رحمه الله أبيض البشرة , خفيف العارضين, له عينان جميلتان بين الزرقة والخضرة , لا هو بالطويل ولا بالقصير ربعة , حلو الحديث , متكلماً , خفيف الصوت , يرتدي الجبة الانقورية , وفي بعض الاحيان العباءات , من تحتها الشاية , يتحزم عليها بالسليمي وهو زي شيخ الحرم في العادة قديماً.
تعليمه:
حفظ القران الكريم في اروقة المسجد النبوي الشريف وأتمه , ثم بدا ينهل من مناهل الدروس بالحرم , والجلوس في حلقات كبار علماء المسجد يتلقى عنهم العلوم , وبالأخص المذهب الشافعي فدرس الفقه وعرف أحكامه حتى أجازه العلماء فاصبح أحد علماء المدينة الذين اقتصر دورهم على الجلوس من بين البيت والمسجد يقضى للناس حوائجهم .
مشيخة الطريقة الرفاعية:
وقد انتهت إليه بعد وفاة ابيه مشيخة الطريقة الرفاعية بالمدينة , فكان يزوه مريدي الطريقة من انحاء العالم الإسلامي في زوايته الشهيرة بزقاق البدور شرقي المسجد النبوي الشريف والتي تعرف بزاوية الرفاعي , ويتولى هو بما اتاه الله من الصلاح والبركة بإقامة الذكر بالمنهج القويم على ما ورد من الكتاب والسنة بالاستفغار والدعاء والصلاة على النبي .
مكانته ووجاهته المدنية:
عرف السيد حمزة بصفته أحد وجهاء المدينة وأعيانها بين طبقات المجتمع فكانت له كلمة مسموعة يثق فيه الحكام فكان قد رحل الى الاستنانة بدعوة من حكامها فقلى الحفاوة والتكريم , وقد كان مجلسه لا يخلو من مساعدة الناس ومن يقصده من طلاب العلم , وعلاقته بالقضاة فكثيراً من المشاكل بين الاسر والأصدقاء والشركاء إذا اختلفوا , ارتضوه حكماً بينهم آتاه الله هيبة ووقار بين الناس , ولم يكن ذلك على مستوى المدينة والحجاز فحسب بل ان كثيراً من أهل الاقطار الاسلامية يقدرونه فلا يكاد يزور المدينة عالم او مسئول من رجالات الدول إلا وقد تعمد زيارته والإلتقاء به , وله في ذلك مواقف كثيرة , , ومما اطلعت عليه : أن العالم الجزائري القطب محمد بن يوسف أطفيش حينما زار المدينة حاجاً في عام 1303هـ , رغب في إلقاء الدروس بالمسجد النبوي , فتوسط السيد حمزة لدي الشيخ محمد بالي الحنفي مفتي المدينة المنورة آنذاك , فوافق المفتي على طلب السيد حمزة بأن يقيم القطب أطفيش دروسه في الروضة الشريفة بالمدينة المنورة في تفسير خواتم سورة البقرة «لله ما في السموات وما في الارض إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله…» إلى ختام السورة لمدة ثلاثة أيام أمام جمع من علماء المدينة المنورة.
الرفاعي من مشاهير أدلاء المدينة
وكعادة المدنيين وبما أكرمهم الله بجوار سيد المرسلين وخدمة زوار سيد الخلق فقد كان له تقرير دلالة حجاج بلاد الجزائر العربي , ويعرف هناك بمرشد الميزابيين ودليلهم في المدينة .
وفاته:
عاش السيد حمزة حياته بين البيت والمسجد فلا يعرفه الناس الا في المسجد لا يفارق مصلاه وفي البيت يخدمه أبناءه , أو تراه في مزرعته الشهيرة بقرب مسجد قباء والمسمى بــ((الجزع)) يتجول بين نخيلها وسواقيها , وهي عادة المدنيين منذ عهد النبوة لما بارك الله لهم في أرضها ونخيلها , هذه هي حياة أعلامنا من المدنيين , وماكان لهم من الدور في بناء المجتمع فرحم الله السيد حمزة الرفاعي فقد كان من رجالنا ووجهائنا الذين رحلوا وبقية سيرتهم العطرة , فقد أدركته المنية يوم الأربعاء الموافق 14 من شهر رجب سنة 1366هـ .وإليه ينتهي السادة آل الرفاعي الموجودين في المدينة اليوم, وأعقب تسعة رجال , هم : أحمد , وعبدالله , وأبو الصفا , وأبو الهدى, وحسن , وكاظم , ومحمد , ومنصور , وإبراهيم , , وعدة بنات , ولهم ذرية بارك الله فيهم .
المصدر
ترجمة منقولة بتصرف من مخطوط أعلام المدنيين للشريف أنس الكتبي .
طيبة وذكريات الأحبة للأستاذ أحمد مرشد :2/ 43