السيد حسين بن هاشم جمل الليل
About Candidate
هو حسين بن هاشم بن صالح بن سالم بن محمد بن علوي باحسن جمل الليل .
اسرته
السادة آل جمال الليل, ولايعرفون اليوم إلا بجمل الليل , بيت كبير وبالفضل شهير , لهم من العراقة والوجاهة مالايخفى على القاصي والداني , وجدهم الجامع هو السيد محمد جمال الليل بن حسن المعلم بن محمد اسدالله بن حسن الترابي بن علي بن الفقيه المقدم محمد بن علي بن محمد صاحب مرباط بن خالع قسم بن علوي بن محمد بن علوي , وهم من اشهر البيوت العلوية التي ينتهي نسبها إلى القبيلة العلوية الشهيرة السادة آل باعلوي , وعند البعض بني علوي المنتهي نسبها إلى : السيد علوي بن عبيد الله بن احمد المهاجر بن عيسى بن محمد النقيب بن علي العريضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب عليهما السلام .
مولده:
ولد السيد حسين سنة 1308هـ , من أبوين كريمين , فأبوه السيد هاشم بن صالح جمل الليل من الفرع المكي , وأمه عائشة بنت السيد محمد جمل الليل من الفرع المدني , والدها السيد محمد بن زين العابدين بن علوي جمل الليل نقيب الأشراف في المدينة , وأحد رجالاتها وأعيانها , بل لاأبالغ إن قلت أنه أعين أعيانها في عصره , فجده السيد علوي شيخ السادة , وأحد علماء المدينة وفقائها ؛ صال السيد علوي وجال في بلاد العالم , وكان صاحب ثروة ,فاشترى الأراضي والأملاك والمزارع , وعمر الدار الشهيرة الكائنة في مقعد بني حسين , والتي يذكرها المؤرخون بفخامتها , وأن أحد قصور المدينة في وقتها , وقد أطلعت على حجج شرعية قديمة تثبت هذه الدور له , ومن أملاكه مزرعة سوالة بجزع قربان , والتي وصلت إليه , وهي في الأصل على ما يذكر انها من أملاك الصحابي الجليل عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه .
نشأته:
ولما كانت نشأته في هذه الأسرة النسبية المحافظة , تشرب منذ نعومة أظفاره الأخلاق الإسلامية القديمة , فحفظ كتاب الله , ودرس العلوم العربية, والدينية , فظهرت عليه آثار النجابة والفضل , حتى رقى إلى المحراب , كعادة ابناء المدنيين , وسجل اسمه ضمن الأئمة والخطباء في المسجد النبوي الشريف .
صفاته:
كان رحمه يمتاز بحس صادق , وفراسة ملهمة , وملكة اجتماعية , جمع بين الوجاهة والهيبة , ووجه طلق , ولسان ذؤب , فقد كان طويل القامة , ابيض اللون , كث اللحية ,لايعرفه المعمرون إلا يتؤك على عصا اعتاد على حملها.
جمل الليل من أعيان المدينة منذ صغره
لقد كان لهذا الرجل منذ صغره البروز , فمع تلك الصفات التي جعلته يتخطى لذاته إلى المجتمعات العالية , والتعرف والأتصال بكبار رجال الدولة العثمانية آنذاك , فمنذ كان عمره ستة عشر عام , كان أحد أعيان المدينة الذين شاركوا في التوقيع ضد عثمان باشا في عهد علي باشا مرمحين محافظ المدينة آنذاك اثناء حدوث الفتنة الشهيرة التي حدثت , مما أوصل الأمر إلى الدولة العلية , وابرق أهل المدينة وعددهم (45)شخص ,يطالبون السلطان عبدالحميد في استانبول بعزل عثمان باشا , وكان السيد حسين أصغر الموقعين , وهذه الفتنة المشهورة والتي سجن فيها أعيان المدينة لمدة ثلاثة سنوات , وأطلق سراحهم , وقد تكلمنا عن هذه الفتنة بتفصيل في ترجمة السيد أنور عشقي رحمه الله في كتابنا موسوعة أعلام المدنيين يسر الله خروجه .
جمل الليل ضمن الوفود
لقد كان السيد حسين رحمه الله رجل مخضرم , وجدير بما أسند إليه من مهام الدفاع عن المدينة المنورة , فقد عاصر ثلاث حكومات , وكان في مقدمة من يؤخذ برأيهم من المحافظين , والأمراء , مما اكسبه الخبرة والحصافة والدقة والأمانة , فكان من ضمن الوفود الرسمية لأعيان المدينة في أستقبال الضيوف , والمطالبة بالحقوق , وكان محل الأحترام والتقدير , فقد عين عضواً في هيئة إدارة الحرم النبوي الشريف .
جمل الليل الرجل الفذ
لقد عرف السيد حسين رحمه الله بمواقفه الشجاعة , فكان رجلاً يقوم على نصرة المظلوم , وأغاثة الملهوف , وسخر حياته لخدمة الناس , فكم من فقير قام على أمره , وكم من أمراة أو أرملة عنى بشأنها ,ولقد كان لهو الدور الكبير في أجراء الكثير من الأتصالات لتسهيل خروج اهل المدينة وسفرهم بالقطار إلى سوريا وتركيا , وغيرها اثناء الحصار المشهور ب(سفر برلك ) .
وقد حدثني أخي الشريف باسم أنه سأل أحد الأشخاص من العامة عن السيد حسين , فأجابه الرجل بقوله : (السيد حسين رجل ولا كل الرجال ).
وفاته:
لقد عاش السيد حسين طيلة حياته يعمل على خدمة المدينة وأهلها , فكان من ابنائها البررة , يعمل على نصرة المظلوم , ورد الحقوق لأهلها , فأخبرني من سألتهم عن خبر وفاته , أنه كان يقود السيارة بنفسه , وفي آخر حياته حدث له حادث انقلبت السيارة به وهو يقودها , فبقى بعدها في منزله , حتى أدركته المدينة في يوم الأربعاء الموافق 13شعبان سنة 1387هـ , ودفن في البقيع وشهد جنازته موكب كبير حضره العلماء والأعيان والوجهاء , وودعت المدينة يومها رجلاً من رجالها المخلصين الأحرار .
وقد أعقب السيد حسين , ولد واحد : هو السيد عبدالوهاب , له عقب في المدينة اليوم , وبنتين .
رحم الله السيد حسين جمل الليل رحمة واسعة واسكنه الفردوس الأعلى .
المصدر
– ترجمة منقولة بتصرف من مخطوط أعلام المدنيين للشريف أنس الكتبي
– المدينة المنورة المكانة والتاريخ :الأستاذ أحمد مرشد , ص 164