السيد حامد بن عمر بن صالح كاتب
السيرة الذاتية
هو السيد حامد بن عمر المدني بن صالح بن السيد عمر الأفندي الشهير (بكاتب السلطان) ابن السيد فيض الله خليفة الحُسَيني نسباً القادري طريقة .
شاعر حجازي من أهل المدينة مولده بها سنة 1318ﻫ, على الأرجح .
جده السيّد عمر أفندي كاتب السلطان بالحرم النبوي الشريف (كان حياً سنة 1254هـ) , وإليه انتسب البيت , ذكره الحجار في قرميته هو وابنه صالح بقوله: (وأما عمر أفندي كاتب السلطان وابنه صالح فليس من أهل هذا البيت وإنما هم حادثون) انتهى.
قلت: والمقصود من كلام الحجار أنهم غير بيت خليل أفندي الكاتب المذكورين في التحفة والذي صرح بانقراضهم فسبحان الحي الذي لا يموت, إلا أنه سامحه الباري لم يذكر شرافتهم المعلومة المشهورة, وهم من السادة الأشراف الحسينيين المشهورين بالمدينة, وهذا حال الحجار رحمه الله مع كثير من الأسر المدنية الشريفة.
قلت : وهم غير بيتي : كاتب الدياربكري , وبيت خضر كاتب .
وأعقب السيد عمر الأفندي : السيد صالح .
فأما السيد صالح , فقد ورد ذكره عند علي بن موسى عند وصفه المدينة , بقوله : والكاتبية للسيد محمد صالح أفندي بن كاتب السلطان .
وأعقب السيد صالح : السيد عمر المدني .
فأما السيد عمر المدني الحسيني أحد أعيان المدينة , ورد اسمه ضمن الموقعين على الشكوى المقدمة من علماء وأعيان المدينة ضد شيخ الحرم النبوي الشريف سنة 1297ه .
وأعقب السيد عمر المدني : السيد حامد المترجم له, والشريفة نفيسة . أمهما الشريفة سعدية جمل الليل, ثم هاجر السيد عمر المدني إلى جزيرة سيلان سنة 1320ﻫ, حيث له عقب بها لا نعرفهم اليوم, وترك السيد حامد وأخته نفيسة بالمدينة, وهو صغير فنشأ بها وتعلم ودرس على يد علمائها, ومنهم : الشيخ إبراهيم بري, والشيخ عبدالحي أبوخضير رحمهما الله .
وكان السيد حامد رحمه الله مع تضلعه في العربية يجيد اللغات الفارسية والتركية والأوردية .
وهو شاعر متصوف قادري له علم بفقه الحنفية والحديث وهو من مشاهير الصالحين بالمدينة رويت فيه القصص والحكايات, له شعر مجيد مقل غير مكثر في الزهد والمدائح, إلا أن شعره مفقود, وهو من المتيمين بحب النبي صلى عليه وآله وسلم.
كان ينادم السلاطين والملوك ومن أشهر ذلك قصيدته عن أهل المدينة في الاستصيون يوم قدوم الملك عبدالعزيز إليها. وهو أحد أدلاء الحجاج بالمدينة, ومن أشهرهم كان زاهداً صالحا فاضلا , كانت وفاته رحمه الله في يوم الاحد الموافق السادس من جمادى الثاني سنة 1371ﻫ, ودفن بالبقيع .
لطيفة :
اشتهر السيد حامد بين العامة والخاصة من أهل المدينة ( بالسيد تمرة ), فتساءلت عن السبب في هذه التسمية, فأُخبرت: أن السيد حامد رأى يوماً عقرب في السوق فقال لها تمرة, فسمّوه العامة ( السيد تمرة ) .
قلت: فتساءلت ما العلاقة بين العقرب والتمرة, فقمت بالبحث عن أصل هذه المقولة وهل لها أصل في كلام العرب, حتى يسر الله لي فوجدتها في كتاب أبو حيان التوحيدي البديع: البصائر والذخائر (9/52), حيث ذكرها أبو حيان عند ذكره لبعض النتف المسموعة بين العامة, ومنها قوله: ولا يقولون عقرب, ويزعمون أنها تعرف أسمها فتهرب, ويقولون: تمرة .
وأعقب السيدحامد رجلين هما : السيّد عمر , والسيّد زين العابدين توفي صغيرًا عن غير عقب, وبنتان هما: الشريفة سعدية, والشريفة فاطمة.
أما السيّد عمر بن حامد فمولده سنة , توارث دلالة الحجاج بعد أبيه , وكانت وفاته سنة1425هـ, وأعقب سبعة رجال, هم :
حامد ,وهشام , وغسان, وإيهاب ,وحاتم ,ووائل,وأحمد, وبنت واحدة .
فأما حامد فمات بعد وفاة أبية, ولم يعقب.
وأما حاتم بن عمر فسافر إلى بلاد الفليبين ومات بها عن عقب, ودفن بالبقيع .
وأما الشريفة فاطمة بنت السيد حامد, فمتزوجة ولها أولاد وهي موجودة بجدة حالاً.
وأما الشريفة سعدية بنت السيد حامد كاتب, فمولدها بالمدينة سنة 1361ﻫ, كانت امرأة صالحة عابدة, مقدّمة في أهلها وصاحبة الرأي فيهم, درست في كتاتيب المعلمة الشهيرة نفيسة بديري ( نفيسة نعمان ), كانت رحمها الله صاحبة مكانة وديانة, تزوجت الشريفة سعدية بالشريف يعقوب بن محمّد إبراهيم الكتبي, وأعقبت منه ثلاث رجال هم: الشريف إيهاب النسّابة, والشريف أنس نسّابة المدينة, وباسم كاتب هذه السطور, كانت وفاتها رحمها الله في يوم الاثنين التاسع من رجب سنة 1420ﻫ, رحمها الله , وجمعنا بها في الفردوس الأعلى, أنه سميعٌ مجيب.
قلت: نقلت جل هذه الترجمة من ترجمة زودني بها أخي الشريف أنس عن جده السيد حامد إلا أني غيرت وبدلت وأضفت واستدركت, فالعذر منك يا أبا الحسن .
كتبه : باسم بن الشريف يعقوب بن محمد إبراهيم الكتبي الحسني الطالبي.