عمر نوح كدرس
السيرة الذاتية
رغم قلة أعماله إلا أنها تميزت بأفكار موسيقية جديدة، عمل في إذاعة جدة رئيساً لقسم البرامج الشعبية ومستشاراً موسيقياً للإذاعة .
هذا الفنان حاله حال الموسيقي سترافنسكي، فالكل يعترف بأستاذيته، ومع هذا فإن ما كسبه من الفن ظل أقل بكثير مما تحقق لتلاميذه.. حينما زارت سيدة الغناء العربي أم كلثوم السعودية ذات يوم كان أكثر ما لفت نظرها من الفنانين ذلك الفنان السعودي الأسمر عمر كدرس، حتى أنها راحت تطلب منه أن يعزف لها بعض المقطوعات وهي تتابع تحركات أنامله على أوتار العود بقدر كبير من الدهشة والإعجاب، ولم تكتف بذلك بل قدمت له نص «أقبل الليل» لكي يقوم بتلحينه لها بعد أن تباطأ رياض السنباطي في إنجازه إثر جفوة عارضة بينه وبين أم كلثوم، لكن ما ان وصل إلى السنباطي خبر تسليم النص إلى ملحن سعودي موهوب حتى سارع في إنهاء اللحن ليكون في انتظار أم كلثوم فور عودتها إلى القاهرة، وفوت بذلك الفرصة على عمر كدرس لكي ينضم إلى قائمة المحظوظين الكبار الذين لحنوا لسيدة الغناء العربي أم كلثوم.. والذين اطلعوا على اللحن الذي أنجزه الكدرس للنص الغنائي «أقبل الليل» يؤكدون أن «الكدرس» فجر كل طاقاته الفنية في ذلك اللحن، ولو قدر له أن يقترن بصوت أم كلثوم لأحدث نقلة كبيرة ومهمة في مسيرة عمر كدرس الفنية، ولم تزل هناك نسخة مسجلة من ذلك اللحن بحوزة صديقنا الصحافي اللامع علي فقندش.. ولا غرابة أن تعجب السيدة أم كلثوم بفنان كبير مثل عمر كدرس، فهو «سيد العود»، وسيد الروائع اللحنية: «ليلة خميس»، «وهم»، «يا سارية»، «ماشي بيتهادى»، «في الطريق»، «أحلى من العقد»، وغيرها من الألحان التي تسكن ذاكرة المجتمع السعودي.
* مشواره مع فنان العرب حينما كتبت «أوراق من حياة فنان العرب محمد عبده» على حلقات في مجلة «سيدتي» خلال عقد التسعينات من القرن الماضي حرص محمد عبده على استثارة صديقه «الكدرس» مداعبا فصرح لي قائلا:
ـ على الرغم من مشواري الطويل مع عمر كدرس إلا أن نجاحنا لم يتحقق إلا متأخرا جدا، بدءا من أغنيتي «وهم» و«ليلة خميس».