يوسف عوض الاحمدي
السيرة الذاتية
مولده:
في إحدى شعاب مكة المكرمة المتفرعة من شارع “عين زبيدة” في “حي العتيبية” ولد “يوسف الأحمدي” في حارة شعبية، حيث تتلاصق المنازل العتيقة وأكواخ الصفيح، وذلك في عام 1387ه، حيث كان يسكن والده هناك، بعد أن نقل أسرته من المدينة إلى مكة المكرمة، وعلى غرار أحياء مكة القديمة التي تفوح منها روائح الود والطيبة العبقة نشأ الأحمدي وفتح عينيه على جبالها وشعابها في مدينة تعيش حراكاً تجارياً موسمياً.
حياته الدراسية:
درس الصفوف الابتدائية الدنيا في مدرسة مجاورة لحلقة “جرول” الشهيرة، حيث تموج بضجيج باعة الخضار والمواشي والدجاج والبيض، وكذلك الفواكه والحبوب والبهارات ومحلات المواد الغذائية، إلاّ أنه لم يُكتب له الاستمرار في الدراسة، وتركها وهو في الصف الرابع، حيث كان شغوفاً بأعمال البيع والشراء؛ بسبب قرب منزل الأسرة من السوق، ليبدأ أول مرة في مزاولة التجارة عن طريق شراء الدجاج والبيض ومن ثم بيعه في السوق، حيث حقق هامشاً ربحياً كبيراً، وهي ما حفّزته على الاستمرار.
طفرة البناء
تطور اهتمامه إلى شراء الأغنام وبيعها، حيث كانت المكاسب أكبر، لكن اهتمام والده بمزاولة البيع والشراء في مجال السيارات أجبره على ترك “حلقة الخضار” إلى “معارض السيارات”، التي كانت تقع على قارعة “طريق العزيزية” الشهير، الذي يُعد أغلى شارع تجاري في مكة اليوم، حيث عرض سماسرة الأراضي على والده قطع أراض بجوار مقر “جامعة أم القرى” بقيمة عشرة آلاف ريال، وهي التي تساوي اليوم ملايين الريالات.
وفي الوقت الذي لم يتجاوز فيه العقد الثاني دخل إلى سوق مواد البناء والتعمير، عبر توصيل بطحاء “الخرسانة” إلى مقار عمل بناء الوحدات السكنية، مما فتح عينيه على سوق آخر لم يكن معروفاً ألا وهو العقار، من خلال الدخول إلى بعض المخططات في قلب أم القرى، وشهدت تلك الفترة طفرة البناء والتشييد، وهو ما جعله يحتك بالمقاولين وسماسرة العقارات لمعرفة أسرار المهنة.
ويروي “الأحمدي” واحدة من القصص التي لمسها في حياته من أثر الصدقة، أن سيدة اتصلت به وهو خارج المملكة وتحديداً في تركيا تطلب مساعدة مالية لدعم أيتام بمكة على وجه السرعة، فقدم لها مساعدة مالية قدرها (50) ألف ريال لتغطية حاجات الأيتام، وبعد أقل من ساعة تلقى اتصال من مستثمر عقاري حوّل له (50) مليون ريال كقيمة أرض اشتراها بمكة بمشاركة شركاء بمبلغ (17) مليون ريال دون أن يفرغ له الأرض.
ويرى أن نسبة كبيرة من رجال الأعمال والمال لم يؤدوا مهمتهم نحو المسؤولية الاجتماعية، وكذلك المشاركة في العمل التطوعي ودعم مؤسسات المجتمع المدني، معتبراً العمل التطوعي بالنسبة له “الابن البار” الذي يزكي ماله وينميه ويحقق له أعلى الصفقات الرابحة مع الله تعالى، متطلعاً إلى تبني مشروعات تطوعية عبر الجهات الرسمية، أو عن طريق التدريب والتأهيل الوظيفي لأبناء الأسر المنتجة، حيث أن لدى مؤسسات المجتمع المدني مشروعات تطوعية قُدِّمت بدارسات جيدة إلاّ أنها تنتظر الدعم والتنفيذ.
تراجع عن صفقة
ولعل من أبرز الصفقات التي تراجع عنها في اللحظات الأخيرة صفقة شراء جزيرة في دولة إسلامية سياحية، خطط أن تكون استثمارا سعوديا لتحقيق السياحة المحافظة والبديلة للخليجيين، حيث اتفق على شرائها ب(80) مليون ريال لبناء منتجع سياحي للأسر التي تعيش الأجواء المحافظة في بيئة أوروبية، وقد زارها (12) مرة وتفقدها بطائرة عمودية، لكنه فطن إلى الاستثمار في بلاده أفضل، وأن المواقع السياحية بمنطقة مكة المكرمة أحق بأن ينفق عليها المخصص لبناء تلك الجزيرة.
ويفتخر أنه وُفِّق في تخصيص (70) وقفاً لدعم العمل التطوعي والخيري بإشراف حكومي لدعم أعمال جمعية مراكز الأحياء ولجنة إصلاح ذات البين بإمارة منطقة مكة المكرمة، اعتبرها جزءا من المسؤولية الاجتماعية وواجبا دينيا ووطنيا لمشاركة القطاع الحكومي والخيري لتحقيق التنمية.
ويُعد “الأحمدي” شريكاً مؤسساً في شركات “جبل عمر” و”درب الخليل” و”الشامية” و”المدعى”، وكذلك “التيسير” و”المسيال” و”إعمار أجياد”، كونه يملك عقارات تقدر قيمتها الآن بأكثر من (250) مليون ريال، كما يُعد عضواً في لجنة المسؤولية الاجتماعية بغرفة تجارة وصناعة مكة المكرمة، وعضواً في لجنة نزع الملكيات في مشروع خادم الحرمين لتوسعة الساحات الشمالية، وكذلك عضواً في مركز حي الحمراء.
ويزهو بتبنيه تصميم تطوير المنطقة المركزية من خلال تقديمه تصوراً هندسياً يعتمد على تحقيق أقصى المنافع لأرض حرم مكة، وعبر شق الطرق الاشعاعية ومعالجة البيئة الجبلية، للإفادة من قمم الجبال وتحويلها من أحياء شعبية إلى مناطق فندقية فاخرة لإسكان الحجاج والمعتمرين، تضم الأسواق الحديثة وكافة الخدمات المساندة، حيث كسب إشادة أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل والقيادات في أمانة العاصمة المقدسة، وكذلك هيئة تطوير مكة المكرمة ووزارة الشؤون البلدية والقروية.
المصدر
جريدة الرياض