الشيخ محمد هاشم الفوتي – الفاهاشم

احد علماء المسجد الحرام

السيرة الذاتية

مولده ونشاته:

ولد ببلدة (حلوار) من بلاد فلاته في الصحراء الكبرى بإفريقيا، نشأ شغوفاً بالعلم، بارعاً في الحفظ، وعني به والده وأنفق على تعليمه بسخاء، فتفرغ للدراسة على علماء بلاده. وعندما غزا الفرنسيون بلاده هاجر إلى الحجاز عام 1322هـ،

منذ صغره كان الطفل الأديب الذي يحب مجالسة العلماء ومناقشتهم فاهتم به والده وأنشأه نشأة صالحة، فهو من بيت علم وفضل ودين وله مكانة عالية بإفريقيا، فبدأ شيخنا الفاضل ينهل من بحار العلوم العذبة على يد أعمامه وأخواله وعلماء بلاده والبلاد المجاورة وكان أبواه يساعدانه على ذلك ويمدانه بالمال ليروه عالماً. فحفظ القرآن المجيد على رواية ورش وبلغ من العلم مبلغاً عظيماً ومكاناً كريماً وأصبح عالماً منذ صغره مرجعاً لأهله ومواطنيه في التدريس والفتوى. فتصدر للتدريس وهو يافع السن فكان العالم الجليل الذي يعطي العلم بكل الأساليب الجميلة في بلاده وبين أقرانه

حياته العلمية:

– درس في الحرم المكي إلى عام 1326هـ، ثم انتقل إلى المدينة المنورة وأقام فيها، حتى أصبح أحد علماء المسجد النبوي. وكان عالماً في الفقه وأصوله والحديث والبلاغة والتفسير وغيرها من العلوم، وكانت له ذاكرة عجيبة، ويروى أنه إذا استفتي في أمر قال لأحد طلابه: افتح الكتاب في صفحة كذا، وانظر سطر كذا وكذا تجد الإجابة، فإذا هي كما قال !.

– كان الملك عبد العزيز يثق به ويأخذ بفتواه ويقدمها على فتاوي الآخرين، وقد عينه عضواً في مجلس الشورى، درس على يديه أعداد كبيرة من طلاب العلم الذين جاؤوا إلى المدينة من مختلف أنحاء العالم، وصار بعضهم علماء مشهورين.

– تصدر التدريس عام 1325هـ وكانت حلقته تعقد بعد صلاة المغرب من كل يوم خلف المكبرية من الجهة اليسرى قرب الروضة الشريفة بجانب حلقة الشيخ محمد الطيب الأنصاري والشيخ عبد الفتاح أبو خضير

– كان الشيخ الفاهاشم عالماً متضلعاً متمكناً ماهراً بارعاً بحق في جميع العلوم والمعارف خاصة في الفقه وأصوله والحديث والبلاغة والنحو والتفسير وغيرها من العلوم الهامة – فهو على جانب كبير من سعة الإطلاع موسوعياً وقد وهبه الله تعالى الذكاء والنباهة والحذاقة والفطانة.

– عين الشيخ الفاهاشم عضو مجلس الشورى وكان نظام المجلس يقضي أن تمثل كل مدينة أو أكثر في المجلس وكان يتم اختيار العضو بالانتخاب وأول من مثل المدينة المنورة هو الشيخ سعود دشيشة الرجل المحنك وعين الشيخ الفاهاشم من ضمن العلماء التي ترجع إليهم الدولة في أمورها الشرعية وكان الملك عبد العزيز يأخذ بفتواه دائماً ويقدمها على الفتاوى الأخرى فالرجل شيخ مشايخ العصر وكانت له مكانة كبيرة في نفس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه.

طلابه:

الشيخ حسن المشاط، والشيخ سعيد بن صديق الفتوي، والشيخ عبد الرحمن بن يوسف الإفريقي، وهم من علماء المسجد الحرام، والشيخ حسين باسلامة المكي، والأستاذ محمد حسين زيدان، وغيرهم كثير.

 وفاته:

قصة وفاة الشيخ الفاهاشم رحمه الله وفي آخر حياته دب فيه المرض فأصبح لا يستطيع الخروج من البيت وحينما يأتي إليه الأطباء يقول: مــــاذا يبغي الحكمــــاء منـــي وقــــد دنــــا من السبعـــــين سني وفي يوم وفاته جاء رجلان من ينبع إلى دار الشيخ الفاهاشم يسألانه عن فتاوى فسمعها منهم وقال لخادمه: افتح الكتاب كذا صفحة كذا وافت لهم فحدث وأفتاهم وخرج الرجلان من عنده مسرورين وبعد خروجهما بدقائق خرج الخادم يقول: إن الشيخ فارق الحياة وكان ذلك عام 1349هـ وكانت لوفاته رنة حزن في المدينة المنورة وخرجت المدينة على بكرة أبيها لتشيعه وعلى رأسهم أمير المدينة المنورة فرحمة الله عليه فقد كان الرجل محبوباً لكل الطبقات.

وصيته قبل وفاته:

لقد أوصى من حوله قبل وفاته بعدة أيام وهو على فراش الموت قال إذا مت وذهبتم بي إلى المسجد النبوي الشريف وصليتم علي فلا ترفعوني على أعناقكم ولا تمروا بي أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم بل اذهبوا بي إلى جهة المنبر ثم إلى باب جبريل.

بكاء أمير المدينة على الفاهاشم

ذكر الأستاذ الفاضل عمر عادل التركي حفظه الله أنه رأى يوم وفاة الشيخ الفاهاشم أمير المدينة المنورة الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم في المسجد النبوي الشريف وهو يبكي ويقول ماتت المدينة اليوم – ماتت المدينة اليوم.

المصدر

كتاب أعلام من أرض النبوة –  أنـس يعقـوب كتـبي

كن أول من يترك تقييم إلى “الشيخ محمد هاشم الفوتي – الفاهاشم”